amalikqasmi
Saturday, April 10, 2010
Thursday, January 29, 2009
The Indian Muslims: Terrorists or the Victims of Terror?
المسلمون الهنود: إرهابيون أو مرهبون
ماهو الإرهاب
الإرهاب لفظ لا معنى له في المصطلح لأن الحكوما ت والمسؤولين بها لم يتخذوا حدا محكما للإرهاب حتى الآن ولم يتفقوا على معنى من معانيه الاصطلاحية، مع أن معناه اللغوي هوالعنف،و التطرف، الظلم والإضطهاد، إزعاج الناس و بث الذعر والخوف ، من قتل الأبرياء وتضحية الولدان، وكل ما يرهب الناس ويؤديهم إلى الفوضوية.
فكل حكومة وبلاد لديها حد للإرهاب اتخذته من تلقاء نفسها وفق مرضياتها واستراتيجياتها الحكومية، ويغربل على ذلك المقياس أعمال أعدائها السياسية الداخلية والخارجية،ويطلق عليهم لقب الإرهابيين.
فقانون الأمن الوطني الهندي يعرف الإرهابي بألفاظ ما يلي: الإرهابي شخص يقوم باستخدام القنابل أوالألغام الناسفة أو المواد المتفجرة والحارقة، أو باستعمال أسلحة نارية وغيرها من الأسلحة المسببة للهلاك وغازات سامة ومواد أخرى مدمرة، استعمالا يمكن أن يسفر عن جرح أو تلف أموال وممتلكات أو تدمير نظام إدارة للحاجات الوطنية والأغراض الضرورية، وذلك لتعطيل وترهيب حكومة قانونية أو لبث الذعر والخوف في صفوف عامة الناس أو بين طائفة من الطوائف.
المسلمون في الهند
الهند بلاد يسكنهاالمسلمون منذ قديم الزمان، وصل إليها الإسلام بعد ظهوره مباشرة، بما أن وطئت أرضها أقدام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كما أسعدها قدوم عدة من التابعين، فجاؤا وقاموا بعملية دعوة الناس إلى الإسلام، فبدأ سكان الهند يتأثروا بفلسفة التوحيد، فجنحوا إلى الإسلام واعتنقوه، هكذا بدأت سلسلة قبول الإسلام، ثم دارت الأيام وقدم الهند دعاة وملوك من الدول المسلمة، فكثر عدد المسلمين حتى بلغ الآن إلى أكثر من مأتين وخمسين مليون نسمة، فهم الأقلية الكبرى وثانية جاليات الهند بالنسبة إلى العدد والدين.
موقفهم من الإرهاب
جميع المسلمين في الهند يُدينون الإرهاب ويكرهونه كما ينظرون إليه بعين الكراهية والسخط، لأن الدين الذي يدينون به والمذهب الذي ينتمون إليه لا يسمحهم بالعمليات الإرهابية،بل الشريعة التي يقضى المسلمون حياتهم حسب إرشاداتها، هي بنفسها تكره هذه الأعمال لأنها قائمة على عدم العدوان وانتهاك الحرمات، وسفك الدماء. فهذه هي عدة بنود من كتاب القوانين الإسلامية:
" ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما""من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا""إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم"
فالمسلمون الذين يَدينون بدين الإسلام الذي يقول أن القائم ب الإرهاب جزاءه جهنم خالدا فيها،وأن لا بأس أن تقطع أيديهم أو يُنفوا من الأرض، كيف ينتمون إلى الأعمال الإرهابية، فهم كلهم ضد ظاهرة الإرهاب وينظرون إليها بعين السخط والغضب، ولم يقوموا بأي قسم من الإرهاب، ولفكرة مسلمي الهند كهذه لم يشارك أحد منهم في المنظمات الإرهابية مثل القاعدة، والجيش الطيبة، والأخرى منها.بل أعربوا عن آرائهم بكل الوضاحة والصراحة أن كل من يقوم بعملية الإرهاب يجب عليه أن يقابل المحاكم الرسمية.
هذه هي جامعة دارالعلوم بديوبند قد عقدت مؤتمرا كبيرا شاركه أكثر من عشرة آلاف عالم بغض النظر إلى مسالكهم الشرعية من جميع أنحاء البلاد فكلهم أدانوا العمليات الإرهابية كما أصدروا فتوى ضد الإرهاب،حيث لا مكان له في الإسلام، وكل من يقوم به يستحق أن يحكم عليه بالإعدام وبأشد عقوبة، لأن قتل الأبرياء، جريمة لا تغتفرفي الإسلام، وبث الفساد والفتنة أشد من القتل.
ثم هي جمعية علماء الهند أكبر المنظمات الإسلامية، عقدت عدة مؤتمرات في كبريات مدن الهند ضد العمليات الإرهابية،شاركها ملائين من الناس، قد أدانت الإرهاب وقالت بأنها عبارة من الجبن، كما بايع الناس في تلك المؤتمرات على أن لا يشاركون في أي عمل يشوبه الإرهاب، ولا يقومون به أنفسهم، ويدينون جميع الأعمال الإرهابية، كما يكرهون من يقوم به من الناس بغض النظر إلى دينه ومسلكه.
ولم تقم هاتان الإدارتان بإدانة الأعمال الإرهابية فحسب؛ بل أدان بها جميع المنظمات الإسلامية في الهند، والمدارس،والمسؤولون بالدين ومن رجاله الأخصاء كلهم أدانوا الإرهاب، وكرهوه، قائلين بأنه لا مكان للإرهاب في الإسلام، ونحن لا نسمح لأحد أن يقوم به، ومن يقوم به فأمره إلى الله.
الحوادث الإرهابية ونسبتها إلى المسلمين
قد شهدت الهند عدة حوادث إرهابية في السنوات الماضية القريبة، من كبرياتها الإبادة الجماعية للمسلمين في ولاية غوجرات، ثم سلسلة انفجارات القنابل في عاصمة دهلي، وكذلك الإنفجارات في مدينة مالىغاؤن، وأخيرا ما حدث في مدينة مومبئي من الكارثة التي بثت الذعر والخوف كما خلفت الغضب والسخط ضدالحكومة في جميع أنحاء البلاد، حتىكادت أن تضرم نيران الحرب بين الهند وباكستان، لما أن الهند تدعي بأن الإرهابيون الذين قاموا بهذه العملية في مدينة مومبئي،كلهم باكستانيون، جاؤوامن مدينة كراتشي وقضوا مضاجع سكان الهند.
والحقيقة الأخرى التي تشهده الهند، المشكلة التي تتعرض لها دولتنا منذ الاستقلال والتقسيم، هي العصبية الدينية، وهذه هي داء أصابت دولتنا، وقد انسلت في قلوب أكثر الهندوس الذين يسكنون الهند، وخلفت أثرا سيئا لم يزل يضعف قوة الدولة، وينخر استراتيجية الوحدة في الإختلاف. ولم تكن هذه العصبية مقصورة إلى الشعب والمنظمات الشعبية بل انسلت إلى محاكم رسمية، وأخذت تعمل عملها في قلوب رجال الحكومة والمسؤلين بمحاكمها، وهذه العصبية الدينية تسفر عما إن حدثت كارثة حتى قالت المنظمات الطائفية ن القائمين بهاهم المسلمون، ثم تبدأ سلسلة اعتقال شبان المسلمين، ويلقى القبض عليهم واحدا بعد واحد، ثم هم يسجنون ليكونوا خير شاهدين على ما يتهمون الهندوس المسلمين بالقيام بالأعمال الإرهابية وبث الذعروالخوف بين جاليات الهنادك.
حقا إنهم مرهبون
حقا إن المسلمين الهنود متعرضون لمشكلة العصبية الدينية، ولذا هم المرهبون أبدا إلا ماشاء الله، فهم لا يرتكبون أي ذنب مثل القتل أو الفتنة ولا يقترفون جريمة مثلها، ولا شك بإنهم لايقومون بأي عمل إرهابي، ولكنهم يتهمون ويرمون بالقيام بتلك العمليات الإرهابية التي يقوم بها الهندوس بأنفسهم.هذه هي سلسلة إنفجارات في مالى غاؤن ذهبت ضحاياها أكثر من مأتين. حينما حدثت هذه الكارثة، إتهم الطائفيون ورجال المخابرات بأن القائمين بها هم المسلمون، ولكن حينما قام رئيس كتلة الشرطة الخاصة ضد الإرهاب،السيد همينت كركرى الضابط الأمين والصدوق بتفتيش الكارثة، وجد أن الهندوس وخاصة رجال الديانة الهندوكية ارتكبوا هذه الجريمة، وقاموا بتفجيرالقنابل أمام المساجد والمقابر بإشتراك الضباط من القوات الذين ملأت قلوبهم تعصبا ضدالمسليمن. وماهي قصة وحيدة ذاع سرها وانكشف أمرها،بل كم من مرة القىالقبض على رجال المنظمات الطائفية المتطرفين، وهم مشتغلون بصنع القنابل اليدوية، وكم من مرة انفجرت القنابل في أيديهم خلال صنعها، ولكن الحوادث الإرهابية التي شهدتها أرض الهند كلها اُنتسبت أولا إلى المسلمين، وصرخوا المتطرفون بأنفسهم بأن شبان المسلمين قاموا بهذه العمليات، فضُربوا ضربا مبرحا، ثم سُجنوا بدون أي حكم من قبل المحاكم القضائية.
هذه هي الحقيقية الأرضية فمن له شك في مقالي يجب عليه أن يزور السجون ويستعرض أحوال المسجونين سيجد أن أكثريتهم تنتمي إلى الإسلام، وهم شبان لم يبلغوا من عمرهم إلا إلى عشرين أوخمسة وعشرين، لاهم الولدان ولا الأعاجيز. فالواضح أن الهدف الأصلي هم الشبان وهو لموامرة يدبرها الهنادك المتعصبون والمتطرفون لكف المسلمين من السيرإلى التطور والرقى، والوقوف في وجوههم دون تحسين أحوالهم الإقتصادية والتعليمية.
هناك أخيرا أقول بأن ظاهرة الإرهاب ما هي إلا ظاهرة ضد الإسلام والمسلمين قد أُحدثت لأسباب سياسية، من بينها: توسيخ سمعة الإسلام وتوشيه وجهه، وإقلاع جذوره واستئصال شأفة كل من ينتمي إليه. فإن الإسلام هو دين يحول دون انتشار النصرانية، وتحدية لجميع الحكام المستبدين. مثل أمريكا وأوروبا.
كما هي ألة لتضعيف الأعداء وتقتيلهم شر قتلة، هذه أفغانستان وتلك العراق كلتاهما أصيبتا بالعمليات الإرهابية التي قامت بها الأمريكا بإسم استخلاص الشعب الأفغاني والعراقي من براثن الحكماء المسبتدين، مع أنها بنفسها استبدت واضطهدت عليهم فدمرت بيوتهم وقتلت نسائهم وولدانهم، وتركتهم حيارى هائمين. فظاهرة الإرهاب هي عصا الحكم، وإنهم يريدون أن يحكموا بذلك العصا الساحر على العالم كله، فمن له العصا فله الجاموس.
Evolution of Arabic Poetry in Abbasid period
تطور الشعر في العصر العباسي
العصر العباسي:
إن العصر العباسي يعتبر عصر الإسلام الذهبي، ولهذا العصر مكان رفيع في الحضارة الإسلامية العريقة، فقد وصلت الحضارة العربية الإسلامية إلى درجة من الكمال والنضج التي لا يوجد نظيرها في العالم كله، وأتى هذاالعصر بثروات حضارية وثقافية هائلة قلما شهدها العالم عبر العصور الغابرة. حقا عندما نستعرض العصر العباسي وما قدم من نشاطاته إلى تطوير العلوم والفنون نجد إنه أرض خصب، قد ولدت كثيرا من الفنون والآداب وأضاف في حقول العلوم القديمة أضعافا مضاعفة، من بينها الشعر العربي الذي لم يتخلف عن التحظي بسعادة هذا العصر وإحراز حصته من الرقى، فقد ارتفع الشعر في ذلك العصر معنا وفكرا كما تطور أسلوبا منهجا.
تقسيم العصرالعباسي
قامت الدولة العباسية عام 132 من الهجرة، بعد سقوط الدولة الأموية، وامتدت حتى عام 656 من الهجري،فوفقا لما شهد ذلك العصر من الأحداث السياسية و النفوذ الأجنبي والتي كلها لعبت دورا هاما في تطوير العلوم والفنون ونمو الآداب العربية والخارجية قد قسم المؤرخون العصر العباسي أربعة عصور وهي ما يلي:
العصر العباسي الأول: (132-232ه).يبتدأ هذاالعصربقيام الدولة وينتهي عندما يتولى المتوكل الخلافة سنة 232 من الهجرة، وهو عصر القوة والزهو، واستقلال العباسيين بالحكم، اللهم إلا بدأ بروز النفوذ الفارسي وقامت فيه ثورات شيعية، وأحداث سياسية متعددة، وحروب ضد البيزنطيين" كما كثرت فيه العادات والتقاليد،وانتشر الجواري والعبيد والغلمان وتغشت الخلاعة،والزندقة، والزهد، مع كل هذا استمر الإزدهار في النثر العربي.
العصر العباسي الثاني (232-334).بدأ العصر من تولي المتوكل عام 232 وانتهى عام433ه، غلب في هذا العصر نفوذ الأتراك الذين استقدمهم المعتصم بن الرشيد ليدفعوا لهم نفوذ الفرس، وشهدت العقلية تطورا وازدهارا، وأخذت الحركات الثقافية- التي عرفها العصر العباسي الأول- تؤتي أكلها في هذا العصر في العلوم الرياضية والكيمياوية، والفلكية, والطبيةبالإضافة إلى الأدب والفلسفة.
العصر العباسي الثالث(334- 447). يبتدأ العصر منذ سيطرة البويهين على الحكم عام 334 وانتهي عندما ابتدأ نفوذ السلاجقة عام 447. هذا العصر يتميز بتدهور سياسي واجتماعي واقتصادي وأقيمت فيه دويلات كثيرة مثل البويهية، والحمدانية، والأخشيدية، والفاطمية، إلا أن الأدب رغم هذه الأزمات السياسية لم يزل يرتقي ويعلو.
العصر العباسي الرابع( 447-656). يبتدأ هذا العصر بسيطرة السلاجقة على الحكم عام 447، وينتهي إثر سقوط حضارة البغداد في أيدي التتار سنة 656.
قد ذكرنا تقسيم عصر العباسي إلى أربعة أقسام لأن العصر العباسي كله شهد عدة أزمات سياسية ودينية ولكنها كلها لم تؤثر على تطور الأدب ونمو العلم والمعرفة، أثرا سلبيا، ولكنها لعبت دورا هاما في تطويرها، فجميع من تولوا الحكم قداختلفوا عن سابقيهم في جميع الأمور سوى العناية بالعلم والمعرفة، فكل منهم قد هدفوا وصببوا سهامهم إلى تطوير العلوم وتثيقيف الناس من حليها. وأسفر هذا الفكر عن تواصل إزدهار الأدب العربي والعلوم الأخرى طوال العصر العباسي حتى لقب بالعصر الذهبي لإسهاماته في تطوير العلوم.
الشعر في بداية العصر
في بداية العصر العباسي ظل الشعراء يقرضون في الموضوعات القديمة من المد ح والهجاء ويصوغون في الوصف والفخر والرثاء مماكان ينظم فيها الجاهليون والإسلاميون، وبذلك أبقوا للشعر العربي صفاته الموروثة.
ثم دارت الزمن واتسعت رقعة الإسلام حيث فتحت بلاد جديدة، ودخل الأعاجم في حظيرة الإسلام، وتعرف العرب على علوم أخرى كما امتزجت ثقافته بثقافات مختلفة أعلى مكانة من ثقافته في ا لعلم والمعرفة، فوجد الشعراء شيئا ألذ مما كان في أخيلتهم لصياغه في قالب الشعر. ووجدوا جواهره جديدة لينظموها في عقد أشعارهم. فبدأ الشعر يخطو إلى التطور والرقى خطوة خطوة حتى دار به الزمن وتغيرالحال كما تبدل مجرى حياة الناس، وخرجت من بداوة الأودية إلى تحضر المدن، فتطور الشعر ونما حتى ترقى إلى أعلى سمائه الذي لم يرتفع منه فيما بعد في الزمن القادمة.
أسباب التطور
حينما نبحث عن تطورالشعرفي العصر العباسي نجد أن الشعر قد حذا حذو النثر وتطور جريا على مسيره مثل تطوره، فلم يتخلف في النمو والرقي ، بل سبقه وازداد أهمية منه، فازدهرأكثر إزدهاره، لأن للشعر أثر وجذب أكثر ما يحتوي النثر في ثناياه من أثر، والعوامل التي تسببت على تطور النثر أدت دورا كبيرا في تطور الشعر العربي أيضا. ينبغي لنا أن نذكر بعض تلك العوامل لكي تتضح الصورة وتنكشف الأيدي وراء تطور الشعر فهي:
ولوع الخلفاء إليه
كان الخلفاء كلهم سوى من حكموا على البلاد وساسوا على أمورها وفق ما يرام من الخلافة الراشدة ،مولعين بالشعر ومسحورين بما يُكِنّ فيه من أثر، فلم يتغير حالهم بماكان في العصر الأموي تجاه الشعروالشعراء، بل قد كثرولوعهم إليه، وبلغ إلى أوجه، فاشتد تشجيعهم للشعراء، كما بسطوا أيديهم كل البسط وأغدقوا أموال بيت المال على الشعراء الذين يتبعونهم الغاؤون، لأنهم كانوا مولعين بالقصائد التي كانت تقرض في مدائحهم وتوصيف جودهم الذي لم يتقدم من منح العطايا الشعراء الذين كانوا يكتسبون بتحمديهم وتمجيدهم، ويسترزقون بجعلهم مظهرا من الله،ومعتصما بالله وخليفة الله. هكذا اتصل الشعربالاقتصاد، وصار وسيلة للاكتساب والاسترزاق، والحق أن كل ما يدر على المرء رزقه ويأتي إليه بقوته، يُبتغى، ويُسعى إليه، كما يُقدر ويقام له وزنا، فبذل الشعراء قصارى جهودهم لتقريض أحسن الأشعار، والإتيان فيها بأجود المعاني والأفكار حتى تسابقوا في هذه المهنة، فمنهم من تفننوا بالمعاني والأفكار ومنهم من تنوعوا في الأساليب والبحور، حتى تذرعوا لإرضاء ولاتهم بجميع الحيل والطرق, وبما أنهم كانوا يسدون مصارفهم وما يتقاضاه الحياة من الحوائج والضروريات على حساب العطايا والمنايا الموهوبة من قبل الخلفاء والوزراء، تقاعصوا عن العمل، وأجهدوا أفئدتهم واتعبوا أذهانهم في إجادة القريض معنا ونهجا، فمن أجل ذلك نبغ عدد كبير من الشعراء الذين حصلوا على سمعة طيبة كما ذاع صيتهم ونالوا قبولا فائقا لدى الأوساط العلمية والعامة من الناس.
فتوح البلدان:
الأمر الذي ذكرناه سابقا قد كثر عدد الشعراء ولكن ما أكثر المعاني والأفكارفي قريضهم هي الفتوحات الإسلامية التي كثرت في العصر العباسي، فاتسعت رقعة الحكومة الإسلامية، وامتزجت الثفافة العربية بالثقافة العجمية فكثرت العلوم والفنون،التي سببت على توسع أذهان الشعراء، فتعرفوا على معان شتى، وأساليب جمة، فلم يدخروا أي وسع في تجميل قصائدهم بتلك المعاني والقيم. كان من بين أولئك الشعراء، الشعراء العرب الذين تعلموا من الثقافة العجمية،والشعراء العجميون الذين بهرت عيونهم من الثقافة العربية، فتمتعوا بكلتا الثقافتين، وقرضوا قصائد بليغة متمتعين بمعاني وأساليب كلتا الحضارتين مثل بشاربن برد وأبي نواس.
حركة الترجمة:
لم تؤثر حركة الترجمة ودار الحكمة التي أنشأها هارون الرشيد في تطور الشعر العربي ما أثرت في تطوير النثر، وذلك لأن الترجمة هي من أصناف النثر، ما لها من الشعر مكان، إلا ما شاء الله، ولكنها لم تبخل بإضافة المعاني إلى أفكار الشعراء ومضاعفة الشعر العربي معنا وفكرا، فعندما نقلت كتب الفلسلفة والمنطق إلى العربية تعرف عليها كثير من الشعراء، ثم صاغوا تلك الأفكار في قصائدهم، وأتوابأشياء ازدهر به الشعر في العصر العباسي،مثل المتنبي وابن الرومي.
ولتطورالشعر العربي غير ما ذكرناه سابقا عوامل كثيرة لا يتسع لها المجال، مخافة أن لا يطول مقالنا اقتصرنا على ذكر بعض منها.فعفوًا على مالم نأتي بها.
التجديد في الشعر
لم يكتف شعراء العصرالعباسي على ما كان إخوانهم في العصرالجاهلي والأموي يقرضون من أشعارهم بل أضافوا فيها كثيرا من عند أنفسهم أسلوبا ومعنا مع إبقاء أصناف الشعر القديم، وتجددوا فيها من جهات شتى، فشهد الشعر العربي في العصر العباسي تجديدا كبيرا في أغراضه ومعانيه وأساليبه وأوزانه؛ إما توسعا فيها وإما ابتكارا وتفننا، وفي الذيل نذكر تلك المظاهر التجديدية جريا على سبيل الإيجاز والاختصار وهي ما يلي:
مظاهر التجديد في أغراض الشعر ومعانيه
1 التطور في فن الوصف واتساع آفاقه، فقد أبدع الشعراء العباسيون في وصف الطبيعة، وتفننوا في تصوير المشاهد وتمثيل الخواطر.
2 كثرة الحِِكم ، قد يحفل الشعر العربي العباسي بالحكم والأمثال، وذلك ببفضل الشعراء الذين كانوا متميزين برجاحة العقل وعمق التفكير، مثل المتنبي وابن الرومي.
3 التوسع في أوصاف الخمر، لقد تفنن الشعراء بتوصيف الخمر،فدعوا إلى معاقرتهاوتنوعوا في نعوتها وتشبيهاتها، وذكر سقاتها وندمائها. وبدأ الشعراء يستهلون المطالع بذكر الخمر،بعد أن كان الشعر يستهل بالوقوف على الأطلال، والدمن. وكان أبونواس أكثرالشعراء قولا في وصف الخمر.
4 التفنن في الرثاء؛ فقد برع فيه بعض الشعراء كالمعري، وابن الرومي.
5 كثرة شعر الشك في القعيدة، والزندقة، والمجون، والشعوبية.
6 المبالغة، قد كثر المبالغة في الشعر العباسي حتى كادت أن تصل إلى حد الكفر، حتى قيل إن أحسن الشعر أكذبه، عكس ماكان الشعراء الجاهلي يبالغون فيه واضعين الواقعية والصدق نصب أعينهم.
7 ظهور شعر الزهد والتوبة والندم، قد تطورت الحياة في العصر العباسي فظهرت الموبقات بانغماس طبقة من الناس في ملذات الحياة، فقرض بعض الشعراء في فضيلة الزهد والتوبة، كما خالط الشعر شيء من التصوف.
8 الغزل بالمذكر: في نهاية العصر العباسي حينما تطورت الحياة، واستورد الناس كثيرا من الغرب، بدأ المجتمع يتقدم إلى الفساد ومال الخلق إلى الإنهيار، فهذان الفساد والإنهارقد حضّا الشعراء علىالتغزل بالغلمان. ومن اشتهروا فيه هم: والبة بن الحباب، والحسين بن الضحاك، ومطيع بن إياس، كما أتي أبو نواس بأشعار غاية في المجون والأفحاش التي تعد منافيا للأداب العامة.
مظاهر التجديد في أساليب الشعر وأوزانه:
1. كانت القصيدة العربية من قبل تبدأ بذكر الأطلال والغزل والرحلة، ولكن ظهرت في العصر العباسي ثورة عنيفة ضد ذاك النظام، فاستنكرالشعراء استهلال القصائد بتلك المطالع، وكان أكثرهم نكيرا عليهاأبو نواس، كما يقول:
قل لمن يبكي على رسم درس* واقفا ما ضر لو كان جلس
2. كثر استعمال المحسنات البديعية من طباق وجناس وحسن تعليل وتوريه كما تضاعفت الاستعارات. ومن رواد استخدامها: مسلم بن الوليد، وأبي تمام، والبحتري وأبي نواس وابن الرومي.
3. هجر الشعراء الكلمات الغريبة، ظهر ميلانهم إلى وضوح الألفاظ وسلالتها والإكثار من الصور الشعرية، والتشبيهات المركبة.
4. تسرب إلى الشعر العربي كثير من الألفاظ الأعجمية، بسبب تصدى الشعراء الأعجميين للشعر.
أما بالنسبة أوزان الشعر فأكثروا في البحور القصيرة، وابتدعوا الأوزان الأخرى من المستطيل والممتد، عكس الطويل والمديد، والموشح، والزجل والدوبيت والمواليا، وكذلك في القافية كالمسمط والمزدوج.
نقد طه على الشعر العباسي:
وقد سبق الذكرأن الشعراء في العصر العباسي تمادوا في وصف الخمر والتغزل بالغلمان، والهزل والزندقة والمجون والأفحاش بسبب الفساد الاجتماعي والانحلال الخلقي والانهيار الفكري ولِما تفشى الخلعاء في ذلك العصر. ومن ثَمّ انكر الدكتور الأديب طه حسين على الإنجازات الشعرية في العصر العباسي وأطلق عليه"عصر الزندقه والمجون".
جواب نقده
قد تعجل طه في الحكم على الشعر العباسي، لأنه درس شعر إثنين من الشعراء العصر العباسي الذين بلغ عددهم أكثر من خمسين شاعرا. فقد حلل فقط بشار بن الأسد وأبا نواس، الذين يعتبران من أفحش الشعراء قولا وأرزلهم خلقا؛ ولكن الشعر في العصر العباسي لا ينحصر في هذين الشاعرين، بل هناك عدد كبير من الشعراء الصالحين الذين قرضوا الشعر فأجادوافيه من ناحية الدين والخلق، ويطلق على شعرهم شعر الدعوة الإسلامية، فمن أبرزسمات شعراء الدعوة الإسلامية، ما يلى:
1 نجد فيها دعوة إلى التمسك بالأخلاق الإسلامية الفاضلة.
2 كما عالج شعراء الدعوة المحن التي مرت بالمسلمين في داخل أوطانهم من صراعات دامية، خاصة من فتن العقيدة، في مسئلة خلق القرآن، فقرض الشاعر على بن الجهم قصائد كثيرة دفاعا عن أهل السنة وتائيدالموقف الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
3 يحتوي هذاالشعر على قدر كبير من شعر التوبة، والندم والاستغفار،وابوالعتاهية من أشهر الشعراء فيه.
فبالجملة إلى جانب الشعر الماجن المستهتر الذي كان منتشرا في العصر العباسي كان هناك شعر جاد، رصين ، ينبض بالروح الإسلامية، وتشع منه أنوار اليقين ويفوح منه عبيق الإيمان.
أخيرا
نقول حقا إن الشعر تطور في العصر العباسي تطورا خلف أثره فيما بعد، ولم يدخر شعراء العصر العباسي أي وسع لتحلية الشعر بأجود المعاني وأحسن الأفكار كما لم يألوا أي جهد لإيجاد الأساليب الحسنة الجذابة أكثرأثرا من الأساليب القديمة، فصاغوا فيها أفكارهم التي وجدوا إرثا من آبائهم والتي تولدت من اتصالهم بثقافات أخرى وتعرفهم على العلوم والفنون التي لم يكن يعرفها أسلافهم، كما لم ينبذوا أصناف الشعر الجاهلي وراء ظهورهم بل أبقوها كما كانت مكانةً في الشعر، ووسعوها حسنا وأثرا، فاكتسب الشعر العربي في العصر العباسي مرابح شتى مع ربحه القديم المستقل.
المراجع:1 تاريخ الأدب العربي للدكتور شوقي ضيف. 2: تاريخ الأدب العربي لحسن الزيات.:3 حركة الترجمة في العصر العباسي لأورنك زيب عالمكير.
Importance of Cumputor in Arabic teachings
دور الحاسب الآلي في تعليم اللغة العربية.
ماإن أبدع العلماء الحاسب الآلي حتى بدأ العالم يتطورويتقدم بخطوات سريعة نحو الرقى والتطور في مجال العلم، والتكنولوجية، حتى في جميع مجالات الحياة الإنسانية مع العلم والدراسة، فتوسعت رقعة الألسن، وتطورت مناهج دراستها، فمن بينها اللغة العربية التي هي ثانية لغات العالم الحية، قداستفادت منه مهما أمكن لها، وتمكنت من الاستخدام بذلك الحاسوب الآلي في تطورها وتقدمها، فلم يلبث الناس ببدء استخدامه لأعمالهم المختلفة عن اللغة العربية حتى بدأت اللغة تنمووتزدهر. فأدى الحاسوب دورا هاما في تطوير اللغة، وتوسيع رقعتها، وتغذية قرائها، وتوفيرالمتلهفين إليها بمعارف اللغة ومحاسنها.
دوره كدور المطابع في القرن التاسع عشر
عندما نستعرض تاريخ آداب اللغة العربية في القرن التاسع عشر نجد إن الكتب آنذاك كانت صعب المنال، لم يمكن الحصول عليها إلا بالتنسيخ الذي يكلف ما لا يطاق به، بما لا يكثر عدد الناسخين، ولا يوجد الأوراق كما يمكن في الآيام الحاضرة، فغلت الكتب، وصعب اشتراؤها لمن يتلهف إليه من الطبقات الوسطى، والسفلى، هكذا كانت الآداب العربية مقصورة ومنحصرة في الطبقة العليا ذات ثروة طائلة، فحينما أقام محمد علي مطبع بولاق في مصر بدأت طباعة الكتب فسهل حصولها،وخرجت اللغة العربية من الأرستقراطية إلى الشعب، فتطورت وأصبحت لغة شعبية، فالدور الذي لعبت المطابع في ذلك العصر هو الدور الذي يؤدي الحاسوب الآن، بل أكثر منها أهمية ووزنا، لأن الحاسوب أغلى قيمة بالنسبة إلى تنضيد الحروف على الصحف الحجرية، الذي أحيانا يستغرق نهارا كاملا في تنضيد صفحة واحدة، فكانت مسيرته بطئية جدا.
التنضيد والكتابة
عندما ظهر الحاسوب على صفحةالأرض، بدأ رجال اللغة العربية يستخدمونها، فاستفادوا به حسب ما مستهم الحاجة،وتقاضى به الوقت، فتقدم الكتاب الذين كانوا يكتبون ويستنسخون الكتب بمداد الأقلام ،بدؤوا يكتبون بواسطة الحاسب الآلي. فسهل عليهم أمرهم، لأنهم الآن استطاعوا أن يكتبوا أحسن ما كانوا يكتبون من قبل كما كان في مستطاعهم تغيير خط الكتابة توا بلحظة دون أي صعب ومشقة، والآن هم يقدرون أن يحلوا كتاباتهم بزخارف الكتابة الجذابة،ويزينوا شأنها، وبجانب آخرإنهم وجدوا بشكل الحاسوب آلة تساعدهم في تكميل واجياتهم بأقل وقت ما لم يخطر ببالهم من قبل، فاحتفظوا بأوقاتهم وقاموا بأعمال كثيرة بمدة قليلية، فبدأت تظهر الكتب بكثير من العدد بقليل من الوقت، فرخصت أثمانها حتى استطاعت طبقة الناس التي لا تقدر على شراء الكتب ولم تزل عطشانا بما لم تقدر أن تروي غلتها الأدبية، أن تشرب من معين الأدب العربي حسب ما تشاء، فوسع نطاق القراء ووسعت رقعة اللغة العربية.
الأفلام العربية، والألعاب الرقمية
إن للأفلام والألعاب أهمية كبرى في تعليم الطلاب وتغيير أحوالهم وتحسين خلقهم، لأن جميع برامج المرئية والسماعية الحاسوبية تؤدي دوراهاما لإفهام الطلاب وتقريب المعانى إلى فهمهم وهذه من أجزاء الضرورية للمناهج التعليمية في العصر الراهن، ولكن لا يمكن أن يستخدم بهذه البرامج إلا ببواسطة الحاسوب الآلي، فمثلا إذا أردت أن تعرض على الطلاب فيلما،ليسمعوا المباحثات الواردة في ذلك الفيلم ومنهج استخدام الألفاظ والجمل فهناك تمس بك الحاجة إلى الحاسوب،والمسلاط (projector) فلا تتمكن من القيام بواجباته بدون الحاسوب على أحسن الوجوه ما يرام من القيام بها. وكذلك الألعاب الرقمية الحاسوبية، تنفع الطلاب لحفظ الألفاظ وتقوية الذاكرة، وتصقيلها،فيستطيع الطالب أن يستفيد بتلك الألعاب الموجودة في الحاسوب، ويصقل ذهنه ويقوى ذاكرته.
الكتب والقواميس
قد تقدمت أسواق الكتب بتوفير شتى أقسام القرص مع تطور الحاسوب وكونه جزءا لازما للمدارس والبيوت، فيستطيع القاري والطالب أن يطالع الكتب العربية الأدبية وغيرها من الفنون المختلفة على شاشة الحاسوب، بيسر وسهولة، فقلت الحاجة إلى المكتبات، وزاد الطلب إلى تلك القرص، فهي خفيفة الوزن وكثيرة الفوائد، فلم يمكن لكثير ممن يسكن المدن المتقدمة أن يقيم في بيته مكتبة خاصة لقلة المكان، ولكن الآن استطاع أن يجعل لنفسه ولأعضاء أسرته مكتبة حاسوبية، بإستخدام القرص الكتبية،مثل قرص "المكتبة الألفية" التي توجد في الأسواق والتي ذخرت فيها ألف كتب من أهم المراجع الإسلامية. وكذلك استطاع الطالب أن يراجع إلى قواميس اللغات الموجودة في الحاسوب، وينال بغيته بقليل من الوقت، لأن الطالب حينما يراجع إلى القواميس المطبوعة ويبحث عن الفظ المطلوب فهذا العمل يتقاضى وقتا أكثر ما تتقاضاه القواميس الحاسوبية، والوقت أثمن من الذهب. فيستطيع الطالب أن يستفيد بالحاسوب ويحصل على أشياء باقل وقت ما لم يستطع أن يحصل دون الحاسوب الآلي.
البريد الالكتروني
حقا إذا كان الحاسوب موفرا بتسهيلات انترنيت فتزداد أهميته و تكثر فوائده، فالآن يستطيع الطالب أن يتصل بجميع رجال اللغة العربية الذين يسكنون على صفحة الأرض في أية بقعة من بقاعها،وأن يستفيد بخبرتهم عبر الرسائل الإلكترونية ومبادلة المقالات، وطلب المعاونة والمساعدة في تعليم اللغة.
المكتبات الأخرى العالمية
ومن الفوائد التي يعود علينا الحاسوب هو اننا نستطيع أن نستفيد بانتر نيت وأن نستخدمه حسب ما نشاء. فهذه هي حقيقة لاتجحد بأن إنتر نيت هي أكبر المكتبات في العالم وأكثرها نسقا ونظما وأسرعها تقديما وتوفيرا بما يريد الزائر والصارف،لما يوجد من المواقع التي لا تحصى عددها وهي تقدم إلى المستخدم المواد التي لا يمكن لأية مكتبة أن تقدم مثلها، وبسرعة لا نظير لها، ما إن كتبت اسم موضوع تريد مطالعته حتى ظهرت أمامك صفحة متوفرة بمواد تحتوي على جميع جوانب الموضوع.
وكذلك يمكن للطالب أن يستخدم بالمكتبات التي توجد عبر الإنتر نيت مثل مكتبة جامعة القاهرة، وكثير من مكتبات الجامعات العصرية وخاصة الأوروبية توجد عبر الإنتر نيت. وتقدم خدماتها إلى جميع الزائرين من جميع بقاع الأرض بدون أي امتياز.
التعليم الفاصلي
حقا إن الحاسوب أحدث ثورة كبرى في العالم كله وفي جميع مجالات الحياة. فلم يترك االتعليم والدراسة غير متأثر، بل تقدم به إلى التطور والرقى. فحينما أصحب العالم بوجود انتر نيت كقرية كبيرة يمكن لكل من يسكنها الاتصال بجميع سكانها و الحصول على كل ما فيها في أي حين يريد. فتعرف العالم على منهج جديد للتعليم والدراسة وهوالدارسة الخارجية، فتكمن الطالب من أن يستفيد بالجامعات الأوروبية والأمريكية وهو في الهند، كما تمكن له أن يزيد كفائته الأدبية استفادة من تلك الجامعات، ففتحت الجامعات التي تقدم التعليم على هذا المنهج الفاصلي من الدراسة الخارجية، وكلها تقدم خدماتها بواسطة انتر نيت الذي لا يمكن استخدامه بدون الحاسوب.
فهذه هي المرابح التي يعود علينا الحاسوب،وثماره التي نتمتع بها في كل موسم حول السنة.
Belief of khawarij and Motazla
عقائد الخوارج والمعتزلة
شيئ عن الخوارج
نبدأ من هنا بأن كل منا يعلم أن بعد قتل عثمان رضي الله عنه قد انشق عصا المسلمين فانقسموا فيما بينهم شيعتين، فذهب منهم الذين يسكنون بمنطقة الشام حيث تولى الإمارة معاوية إلى معاوية رضي الله عنه بينما الأغلبية وقفت بجانب علي رضي الله عنه، فحينما بويع علي بالخلافة أراد أن يفاوض مع المعاوية وأرسل رجالا من شيعته ليستعلم بما يريد المعاوية، فحدثت هنا ما حدثت، حتى دارت بينهم رحى الحرب، واقتحم كل منهما في الوغى، فرجحت كفةعلي وانهزمت شيعة معاوية أو كادت، فنسج خطة ودبر حيلة بأن الحرب خدعة،فرفعواالقرآن على رماحهم وصرخوا بأعالي أصواتهم إنه سيحكم فيما بيننا، فعرف علي رضي الله عنه بأن هذاالتحكيم ما هو إلا حيلة يتذرع بها المعاوية للإنسحاب من المعركة قبل أن ينهزم انهزاما ما يرام من الهزيمة،ففي بداية الأمركره ذلك التحكيم ولكن بعضا من شيعته ألحوا وأصرواعلى قبول التحكيم, فقبل،وعين أبا موسي الأشعري ثالثا من قبل شيعته، وعين المعاوية عمرو بن العاص من شيعته، فما إلى ذلك حتى أسفر ذلك التحكيم لحدة ذكاء عمرو بن العاص وسذاجة الأشعري عن انتصارالمعاوية، فاشتد هذاعلى شيعة علي رضي الله عنه، واستشاطوا غضبا، فرجعوا عن التحكيم، وقالو إن الحكم إلا لله، وبما أنهم اعتقدوا أن عليا إمام بويع بيعة صحيحة، فلا معنى لقبول التحكيم مع جماعة خرجوا عليه وبدأوا يرغمون عليا على أن يقر على نفسه بالخطاء والكفر لقبوله التحكيم، ويرجع عما أبرم مع معاوية من شروط ويقاتل به حتى يدخل فيما دخلوا فيه عامة الناس، ولكنه أنكر وامتنع عن ذلك فخرجوا هولاء الخوارج عليه ، وشذوا عن جماعته وشقوا لأنفسهم طريقا أخر، واجتمعوا في حروراء واستخلفواعليهم عبدالله بن وهب الراسي أحدا منهم، ثم وقفوا في وجه علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ، حتى قاتل معهم وهزمهمم شر هزيمة، كما بداؤ القتال مع معاوية ومن تابعه من خلفاء بني أمية.وكانوا فرعين: فرع يسكن ببطائح على كثب من البصرة،وفرع أخر يقطن بجزيرة العرب في اليمن واليمامة، وظلت الخوارج شوكة في جنب الدولة الأموية يهددونها ويحاربونها، ولم يتغلب الأمويون على هذين الفرعين إلا بعد حروب طويلة شديدة استمرت طوال عهد الدولة الأموية.
بعض صفاتهم:
كان الخوارج أشد الناس امتثالا بأوامر الله وأحكام الشريعة،كما كانوا مثلا في الزهد في حطام الدنيا وزينتها،كما كتب المؤرخون بأنهم أهل صوم وصلاة ، وفي جميع أصنافهم يبرؤون من الكاذب ومن ذي المعصيةالظاهرة، وقد قتل أحدهم زياد، ثم دعا مولاه فاستوصفه أمره، فقال: "ما أتيته بطعام بنهاره قط، ولا فرشت له فراشا بليل قط".
كما كانوا يشتدون في المعاملة بمخالفيهم من المسليمن، حتى كثيرا منهم لا يرحموا المرأة ولا الطفل الرضيع ولاالشيخ الفاني,كما لايرضون عن مخالفيهم بقولهم فقط أن عليا أخطأ التحكيم، بل لابد أن يقر بكفره وكفرمن ناصره.
كانوا مخلصين تجاه عقائدهم أشد الإخلاص فقامو باالذود عنها،وضربوالمثل الأعلى، كما كانو أبطالا ذا قوة نادرة،بما أنهم سكنواالبوادي فاشتبهوا بالصعاليك، بارعين في الفراسة و في جميع فنون الحرب والقتال، فبذلوا نفوسهم في سبيل الذود عن مبادئهم وقد ضربوا المثل في الشجاعة النادرة والبطولة الفذة، وشغلو الحزب الأموي وغيره مدة طويلة، وكلفوا الأمة الإسلامية ثمنا غاليا من الأرواح والأموال.فكان تاريخهم تاريخ قتال مستمر.
عقائدهم
1 أنه لا ضرورة لاختيار إمام فلا حكم إلا لله، ويجب على المسلمين أن يمتثلوا بأوامر الله حسب مقتضيات القرآن والسنة.
2 أن الخلافة يجب أن تكون باختيار حر من المسلمين، وإذا اختير فليس يصح أن يتنازل أو يحكم، إلا إذا جار.وعدل عن مبادئ الإسلام،فإذا جار فاستحل عزله أو قتله حسب ما تقتضي الضرورة.
3 أن لكل مسلم حق في الخلافة سواء كان عربيا أو عجميا،وليس بالضروري أن يكون الخليفة قريشيا، بل يصح أن يكون من غيرهم ولوكان عبدا حبشيا لأن انعزاله خلال جوره أسهل من عزل القرشي. فخالفوا بهذانظرية الشيعة الذين يحصرون الخلافة في بيت النبي صلي الله عليه وسلم،بأن الخلافة في قريش.
4 كانوا يرون أن العمل بأوامر الدين من صلاة وصيام وصدق وعدل جزء من الإيمان, وليس الإيمان الاعتقاد وحده،فمن اعتقد أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم لم يعمل بفروض الدين وارتكب الكبائرفهو كافر.
وأخيرا نشب الخلاف فيما بينهم ولم يستطيعوا أن يكونوا كتلة واحدة فتفرقوا إلىفرق من أزارقة، والنجدات، والإباضية، والصفرية، وأخرى يبلغ عددها إلى عشرين،كل منها تخالف الأخرى في بعض تعاليمها.
من هم المعتزلة:
مرة كان الأستاذ الحسن البصري يدرس تلاميذه ويشرح مسألة المؤمن الذي اقترف ذنباكبيرا،هل يبقى على إيمانه؟بعدارتكاب الكبيرة أم يخرج من محيط الإيمان ويصير كافرا، وكان هو ببحثه حتى تدخل واصل بن عطاالذي كان قد حضرالدرس وقال: لا يمكن أن يسمى مثل هذا الرجل مؤمنا ولا كافرا، بل يجب أن تحل محلا ثالثا وينزل بين المنزلتين، ثم بعد تقديم هذه الفكرة مباشرة انتحى بعيدة عن المسجد وأخذ يشرحها لزملائه الذين اتبعوه. فقال الشيخ الحسن البصري: إنه اعتزل عنا. ومن ثم أطلق عليه وعلى من تابعوه إسم "المعتزلة".
وقد اختلف كثير من الناس في تسمية المعتزليين وكيفية إطلاق هذا الاسم عليهم، فقال المستشرقون بأنهم رجال صالحون، زاهدون في الدنيا، عاكفون على عبادة الله، فاعتزلوا عن الناس وانتحوا بنواحي بيوتهم لذكر الله وعبادته، لذا سموا بالمعتزلة، مع أن بعضهم يظنونهم من اليهود، والله أعلم بالصواب.
قد تولدت هذه الفكرة في البصرة وسرعان ماانتشرت في العراق حتى وصلت دمشق، واعتنقها من خلفاء بني أمية يزيد بن الوليد ومروان بن محمد، ثم إذا قامت الخلافة لبني العباس تطور الاعتزال حتى أصبحت له مدرستان:مدرسة بصرة ومدرسةبغداد.
عقائدهم
يقول ابوالحسن الخياط في كتابه الأختصار بأن للمعتزلة خمسة أصول فمن يعتقد بها فهو منهم وإلا فلا. وهي: التوحيد،العدل،والوعيد، ومنزلة بين المنزلتين، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
1 أماالتوحيد: فهم يعتقدون أن الله خالق كل شيئ ولا إلمام له بشئ من مخلوقه ،فهو ليس بجسم، ولا بعنصر، فلا يدركه شئي من الحواس لا في الدنيا ولا في الآخرة، فإنه لا يُرى يوم القيامة، وكذلك ليس بجوهر، فلا يحصره المكان ولاتحويه الأقطار، فهم يومنون بالتوحيد المطلق، ينكرون بصفات الله ويقولون لا يصح وصف الله بصفة يوصف بهاخلقه لأن ذلك يقتضي التشبيه،لذا أولوا جميع ما ورد في القرآن من الصفات الإنسانية مثل السميع والبصير، والكليم، فإذا كان الله لايتكلم فليس القرآن كلام الله القديم، بل هو مخلوق محدث.
2 العدل: معناه أن الله لا يخلق أفعال العباد،بل العباد يقومون بها بأنفسهم بالقدرة التي أودعها الله في نفوسهم، فإنهم من أجل ذلك يثابون أو يعاقبون، عكس ما يقول الجهمية بأنه لا اختيار للإنسان على أعماله، إنه مجبر ومكرمن عندالله ،تجري الأعمال على يديه كما تجري على الحجر. وعند المعتزلة إنه حر فيما يفعل، ومن أجل هذا عذب على ما يفعل.
3 الوعيد: معناه أن كل ماوعده الله سيقع لامحالة. فيجزى الإنسان حسب أعماله في الدنيا،وكذلك لا يغفرلمرتكب الكبائرإلا بالتوبة،يختلف المعتزلةبهذه الفكرةمع المرجئةالذين يقولون: لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة.
4 منزلة بين المنزلتين:وهوأن الذي ارتكب الكبيرة ليس بمؤمن ولا بكافر، بل في مكان بينهما، لأن الإيمان عبارة عن خصال خير إذا اجتمعت سمي المرء مؤمنا وهو اسم مدح، والفاسق لم يستجمع خصال الخير ولا استحق اسم المدح فلا يسمى مؤمنا، وليس هو بكافر مطلق أيضا لأن الشهادة وسائر أعمال الخير موجودة فيه لا وجه لإنكارها، فهو في مكان بين الكفر والإيمان، ويجب عليه أن يتوب بما ارتكب من الذنوب، وإلا سيخلد في النار إلاأن يقلل من عذابه شئي بالنسبة إلى الكفار.
5 وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يرون أنه واجب على كل مسلم حسب استطاعتهم سواء كان بالسيف وباللسان، هذا كله لينتشرالإسلام وتتوسع رقعته وليذود عنه كالذودعن نفوسهم ونفوس أبنائهم.
هذه كانت أصولهم الخمسة مع أنهم كانوايعتقدون إن العقل هوالذي يودي إلى معرفة الحسن والقبيح ولولم يرد بهما الشرع، ويقولون إن لكل شيئ صفة في ذاته يجعله حسنا وقبيحا، وكذلك يختبرون الصحابة بمحك عقولهم ويحللون أعمالهم ويقولون إن الصحابة أنفسهم كان يخطي بعضهم بعضا ويحارب بعضهم بعضا، كما كانوا يتفقون مع الخوارج في بعض أمورهم مثل حرية الخلافة فلا تختص بالقريش فيجوز فيهم كما يجوز في غيرهم.ولا يمس بالمسلمين حاجة لنصب الإمام فلا حكم إلا لله.وغير ذلك كثير.
المراجع: 1-تاريخ الإسلام السياسي للدكتور حسن إبراهيم حسن.2-فجر الإسلام لأحمد أمين. 3- تاريخ المذاهب الإسلامية للشيخ أبوزهره المصري.