الأديب الأريب جبران خليل جبران
حياته ومساهمته في الأدب العربي
جبران
جبران هو الزهرة التي نبتت بين القاذورة والزبالة،ثم تفتحت براعمه وذاع شذاه، وطار طيبه حتي شم من استطاع إليه سبيلا،وأصبح يَعدُ الناس إليه ليشم ما فيه من طيب، ويتلذذبما فيه من عبير وأريج،هوولد تربع علي قمة المجد مع أنه كان مصابا بالعرج، هو رجل ذاالعزم الصميم والقوة الفائقة والفتوة النادرة الذي وصل إلي علياءمجاله وفنه، بعد أن صبت عليه المصائب والمصاعب كوابل من المطر وأبهظت كواهله، هو فلاح العربية الكادح الذي أنبت آدابها علي أرض جرداء، حتي لجاء الكون كله أن يكتسب ويرتزق بمنتجات تلك الأرض، وجملة بألفاظ صديقته ميخائيل نعمية "جبران كان كالواقف علي المنبر وكانت الصحافة العربية كالبوق تؤدي صوته إلي كل قطر ومهجر عربي"
الأسرة والولادة:
جبران بنفسه كان يتمني أن تكون أسراره وأسرار أسرته ملتحفة بلحاف السر والغرابة ، فحقق معاصروه أمنيته ولم يحاولوا لكشف عن مكامنه والبوح بأسرار لا يزال يُخفيها، لذا لا يُعلم من حياته كما يُعلم من حيات الأدباء الآخرين، فهذا هو ما في الكتب عن سيرته:
أسرة جبران خليل جبران كانت أسرة صغيرة تعاني من شتي نكبات البؤس والشقاء ، وتنتمي إلي الديانة المسيحية تسكن في مدينة "بشري"ببلاد لبنان التي كانت تقع تحت خلافة العثمانية التركية، ولأنهاكانت تعاند الخلافة إلي حد الغاية وترفض النظام الحكومي والهوية العثمانية، فكانت تتعرض لمشكلات عديدة حينا بعدحين،فكثيرا من أسرته غادروا لبنان واستوطنوا أمريكا،أما أسرة خليل جبران فلم تبلغ نكباتها إلي ذروتها فظلت ملتصقة بأرض وطنها،ولاتزال تعيش في جوهاومناخها.
وبالنسبة إلي والدي جبران خليل جبران فكان أبوه خليل جبران راعيا للماشية ويعمل مع أخيه،ولم تكن حالته المادية علي حسنها، بل كان يقاسي بشدة الفقروالإعوازمع أنه كان يصرف معظم أوقاته في القمار والسكر ولا يعني بأمور الأسرة ، وأما أمه فكانت تنتمي إلي عائلة محترمة ذات خلفية دينية،بأنها كانت حفيدة كاهن مسيحي، وكانت زواج أمه بوالده زواج ثالث حيث كانت أرملة رجل زوجها و أخذها إلي البرازيل فأنجبت هنا ابنا سمي ببطرس، ثم مات تاركا زوجته متعرضة لنكبات الحيات،وأخواتها.فعادت مع ابنها إلي مسقط رأسها لبنان، وتزوجت بخليل جبران، وأنجبت جبران خليل جبران في ليلة السادس من الكانون الثاني سنة 1883م ،ثم شقيقتيه مريانة وسلطانة.
وهو في الكنيسة
قد ولد جبران خليل جبران في بيت وشب في أسرة كان ربها يهملها ولايؤبه بأمورها،وأما من كانت ترعي بشؤن البيت كلها هي أم جبران وربة البيت كاملة رحمة ،فهي كانت تعتني بهاماديا ومعنويا وعاطفيا، ولذلك الفقر المهلك وبماكانت تسود الأسرة من الشقاء لم يسعدالطفل بالتحاق أي كتاب،بل كان يتعلم بكاهن في كنيسة وهولا بالمواظبة بل حين لآخر،ولكن الكاهن سرعان ما أدرك ذكاء الطفل وشغفه بالدراسة فركزعليه جميع انتباهاته وأنفق الساعات في تعليمه مما فتح عليه مجال المطالعة، وحببه إلي تعرف التاريخ والعلوم والأداب.
في الطريق إلي بوسطن
وكان الطالب فيما بين ذلك من الكنيسة إلي البيت لم يكف العائلة ما كانت تعانيه من فقر وعدم مبالاة من قبل الوالد بل كانت المعاناة تشتد حين بعد حين، حتي مرة اتهم والده بالتهرب من الضرائب من قبل سلطات الخلافة العثمانية، فألقوواالقبض علي والده ونبذوه في غيابة السجن،وسيطروا علي منزله والوحيد وباعوه بثمن بخس دراهم لسد الضرائب،فاشتد شقاء الأسرة إلي مبلغه، وأصبحت لا ملجأ لها ولا مأوي،فهامت ثم ألجأت إلي أقرباء ربة البيت كاملة رحمة،حتي اضطرت إلي مغادرةلبنان ولكنها انتظرت حتي أطلق سراح خيليل جبران وعرضت عليه خطتها فمنع وتوقف في وطنه لكنها كانت عزمت علي الهجرة فهاجرت مع أولادها تاركة زوجها الامبالي، وتوجهت إلي مدينة بوسطن في الأميريكا الشماليةحيث كانت تعيش أقرباءها وجاليات المسيحين العرب الذين كانوا قدا هاجرواإليها من قبل،فلم تشعر العائلة بالغربة ولم تتعرض لمشاكل الغربة،بل كانت تتكلم باللغة العربية بجيرانها العرب البنانيين وتشاطرهم همومها التي عانت بها عائلتها ويقاسمونهاعاداتهم اللبنانية التي احتفظوابها.
وبدأت كاملةرحمةأم جبران خليل جبران تعمل كبائعة متجولة في شوارع بوسطن، كما كان كثير من المهاجرين يشتغلون به، وأخذت تكسب ما يسدبه جوع الأسرة ومالا يزيد قوتا تقتات بها بنفسها وجيمع أعضاء الأسرة ليبقوا علي حياتهم.
تعليمه
كاملة رحمة ربة الأسرة كانت تعيش عيشة ضنكة لا تتكمن من تعليم أولادها فتوجه إليها الجمعيات الخيرية وألحقت جبران بمدرسة في الثلاثين من سبتمبرسنة 1895م، وبقي أخوه الكبير بطرس وأخواته تساعدون أمه في اكتساب معاشهم وبما كانت البيت تحتاج إليها،وقد سجل اسم جيران في مدرسة الغرباء في أوليفر بليس،ولما كان الطالب ضعيف في اللغة الإنجليزية ألحقوه بقسم الإنجليزيةالابتدائية ، حيث وقع الخطا في تسجيل اسمه وذلك بإشارة معلمته الإنجليزية لجعل اسمه كأسماء الإنجليز فسجلت "كهليل جبران" مكان جبران خليل جبران،وكم مرة حاول جبران لتصحيح اسمه ولكنه فشل، وبقي خليل جبران حتي عرف به في الولايات المتحدة،وبما أن جبران خليل جبران رائ منذأن فتح عيونه في هذاالكون ،مرارة أجداده ومعاناتهم وهجرتهم وما إلي ذلك من التعرض لظلم قوات العثمانية واظطهادهم،فعرف نفسه وما كانت عليه أسرته من المكان ماديا ومعنويا، فاغتنم الفرصة وانكب علي الدراسة وركز جميع مجهوداته علي هدفه.
إنتماءه إلي الرسم:
ما إن دخل جبران في ساحة المدرسة، إنكب علي دراسته،وعكف علي مقر المدرسة الدراسي، الذي كان مشتملا علي حصة خاصة للرسم،فمال ذهنه إلي الرسم أكثر من الميل إلي قرأته لكتب أخري،وشغف به أكثر ما شغف بحصص أخري، فاهتم بالرسم، وبذل فيه قصاري جهوده، حتي بدأ يرسم لوائح تسر الناظرين، وتجذب ألباب الزائرين.
هولنداي وجبران
ومن خلال هذه الدراسة اكتشفت معلمته "جسّي فرمونت بل" موهبته في فن الرسم وأدرك أن للطالب ميل خاص إلي الرسم،فبعث رسالة إلي الرسام الشهير"هولنداي" الذي كان منتميا إلي النهضة الأدبية والفنية في بوسطن، واستدعي علي تدريس الطالب فن الرسم ، فردّ ردا حسنا، وأخذ يدرس الطالب بل بدأ يربيه ويهذبه، وكان جبران يبذل ما كان في وسعه لبراعة في أخذ القلم، وكان يرسم ويقرأ بشغف ما يقدمه له أستاذه "هولنداي"، فلقاء ب هولنداي كان معلما كبيرا في حياة جبران خليل جبران حيث أدي دورا رائدا في تكوين الطالب رساما ذات شهرة بسيطة وسمعة قيمة فقاده في مجال الرسم باستخراج ماكان يكمن في الطالب من المواهب والطاقات تجاه فن الرسم،حيث أعطاه دوادين الشعر الإنكليزي ومعاجم الميثولوجيات اليونانية، وكتب الأدب العالمي وفنون الكتابة المعاصرة والتصوير الفوتوغرافي، واصطحبه في مناسبات أوبيروا ومسرحيات الموسيقي،ليري جبران ويتعلم ، فقرأ خليل جبران تلك الكتب بدقة النظر واستنطق بواطنها وتغذي بها قلمه وأدبه وبخلال تلك القرأة تعرف إلي نخبة البيئة البوسطنية، فهكذا تفتحت أمامه أبواب المعرفة الفنية، وتفجرت مواهبه الرسمية وبدأ يشرق وميض مستقبله الوضاء، فمرة شارك في معرض صور فوتو غرافية انعقده أستاذه"هولنداي"و تعرف علي جميلة بوسطن الشاعرة العميقة الثقافة "جوزفين برستون بيبادي" وشجعه هولنداي علي رسم تلك الشاعرة فرسمها وكانت نموذجا رائعا،مرت الأيام وأصبحت خليل جبران رساما يستعمل رسومه كغلاف للكتب.
وهو في لبنان يتعلم العربية
بينماذلك تحسنت أحوال الأسرة المادية بأن الأم الطموحة والحازمة قد احتفظت علي بعض المال من مصارف بيتها وما كسبت بالثياب التي كانت مريانه وسلطانة تنسج في رحاب البيت، وبما يكسب خليل جبران ببيع انتاجاته الرسمية، ففتحت متجرا صغيرا يعمل فيه ابنه الأكبر بطرس ويساعده أختاه،فتحسن حال الأسرة وانتهزت الأم بوقت فارغ لتتوجه إلي تعليم جبران خليل جبران فرأي أنه يتكلم الإنجليزية، ويتقن الرسم حتي بدأ ينال مكانامرموقا فخاف عليه الحسد من قبل معاصريه، كما فكر أن الشهرة المبكرة ستعود عليه بالضرر، وبما أنه كان يكاد ينسي العربية فعزمت علي بعثه إلي لبنان ليتقن اللغة العربية ويتعلم العلوم الأخري، وأيدها علي ذلك أستاذه "هولنداي" فنظماعلي سفره إلي لبنان،وصل جبران خليل جبران إلي بيروت عام 1898م والتحق بمدرسة الحكمة التي كانت تلقي هناك دروسا خاصة في اللغة العربية،فانتظم بتلك الدروس،ولكن المنهج الذي كانت تتبعه المدرسة لم يعجب جبران قط، فطلب من إدارة المدرسة أن تعدله ليلائم مع حاجاته، فإمعانا في جرأته وحجته، ونظرا إلي ذكاءه وعكوفه علي التعلم ،عدله كما كان يريد جبران، و انكب جبران بنفسه علي الدراسة وتخطي خطوات سريعة حتي أعجب رجال الإدارة بسرعة تلقيه، فتعلم اللغة العربية وأتقن فيها بمدة قليلة.
بيده قلم
حينماعاد إلي لبنان والتقي بأبيه انكشف له جرح الوطن وحواجز العبور فأخذالتمرد والعنف ينميان في داخله شيئافشيئا.وخلال دراسته في المدرسة الحكمة، اكتشف أستاذه في العربية "الخوري يوسف الحداد" في جبران خليل جبران نفساوثابة وعقلا متمردا، وما كان يتغلل في نفسه من أفكار سياسية واجتماعية ،فلم يلبث حتي مهد الطريق ليستخرج ماكان يكمن في صدره، فشجعه علي الكتابة وراح جبران يكتب مقالات وينظم لألي أفكاره في سلسلة، وكان الأستاذ "خوري يوسف الحداد" ينقحه ويعده للنشر في مجلة النهضة، كما تعرف في رحاب المدرسة الحكمة علي "يوسف الحويك" وتولدت الصداقة بينهما ثم توطدت حتي أصدرا كلاهما معا "مجلة المنار" كان يرسم جبران غلافها وماكان تحتاجه من الرسم وكانا يكتبان فيها سوية يعملان بها حتي أنهي جبران دروسه بتفوق واضح في العربية والفرنسية والشعر. وتخرج بالمدرسة الحكمة وكان موثوقا بنفسه، بارعا في اللغة العربية وبدأ يجيد الأشعار،
وهو في بوسطن في وحل المشاكل
ما إن تخرج جبران حتي وصل إليه خبرمرض أخته، التي كان يحبها حبا جما، ففكرفي زيارتها ومغادرة لبنان، وقام به فعلا في أوائل نيسان سنة 1902 م، ولكن القدرخانه فلسوء حظه وصل بعد أن فارقت شقيقته هذالكون مصابة بداء السل بعمر يناهض أربعة عشر سنة، ففارقت هذالكون لألا تعيد أبدا، وغادرت وأخوه يتضور في آلام هجرها، وبعد هذه السانحة الفاجعة،بضعة أشهر، أصابت أمه بمرض السرطان فأدخلت في المستشفي لاستئصال بعض الخلايا السرطانية،و ترك أخوه بطرس عمله في متجره وغادر إلي كوبا، فاضطر جبران خليل جبران إلي أن يرعي شئو ن الأسرة ويعمل في المتجر ويكسب ما يسد حاجات الأسرة، ولكنه لم يكن يحب هذالعمل لأنه كان يعوق في سبيل براعته في الرسم والكتابة،كان يكتب في جريدة "المهاجر" التي كانت تصدر باللغة العربية ولا يقرأها إلا المهاجرون وعدد قليل غير ذلك،جبران كان يرغب في إتقان الكتابة باللغة الإنجليزية،لأنها لها كانت هناك مجالا أوسع بالنسبة إلي العربية ولكنه ماكان يجيد اللغة الإنجليزية، كان يكتب وأحيانا يترجم من العربية وصديقته جوزيفين ببادي كانت تكتفي بنقد كتاباته الإنجليزية، وجرت الأيام علي هذالحال، ولم تكف العيون من الذرف ولم تنضب الدموع ولاتنسي الأسرة مذكرات سلطانة، حتي طرق الموت باب أسرته مرة أخري، بأن أخاه الكبير بطرس رجع من كوبا وهو مصاب بمرض قاتل فما لبث حتي قضي نحبه واجتمع بأخته سلطانة،ثم عرف الموت البيت وفشلت العمليةالجراحية لأمه، حتي سببت علي موتها،فسلمت روحها إلي باريه، وانضوت إلي بيت ابنها وأختها،وغادرت جبران وأختاه لتواجه مشاكل الحياة الضنكة.
في معرض رسومه
هذا كله ما واجه خليل جبران من أموات أفراد عائلته، ترك علي قلبه أثرا عظيما، وذهب بكل ماكان في نفسه من السرور والفرحة، وترك جبران كئيبا حزينا يتألم، و يتضور في أحزان الأسرة وكأبة فراق الأحبة، وحينما لم يجد جبران من يواسيه ويسليه،مال عن التجارة، وتقاعد عن العمل في المتجر، وهام أياما علي وجهه هربا من صورة الموت والنكبات، حتي واسته فرشته وأخذت بيده إلي حياة من جديد، فبدأ يسوغ أحزانه في صورة وصورة، وتقدم "هولنداي" لمساعدته مرة أخري، وحاول أن يخرجه من صراعات التي كان يواجهها صامتا ساكتا في نفسه حول كأبة الأسرة والفتاة الجميلة "جوزيفين بيبادي"التي كانت علي وشك الزواج وعاجزة عن مساعدته عمليا، فدفعه "هولنداي" لإقامة معرضه الأول في محترفه، وساعده علي ذلك جميع أصدقائه بينهم جوزيفين بيبادي، وحبيبها ليونل ماركس، بروفيسور الفيزباء في هارفورد، ففتح في الثالث من مايو سنة 1904م ونال قبولافائقا.
جبران وماري هاسكل
"ماري ايليز بيته هاسكل" كانت سيدة كريمة وامرأة مستقلة في حياتها الشخصية،كماكانت رئيسة المعلمات في مدرسة للبنات في بوسطن، وكان بينها وبين بروفيسور "فيزباء" صديق جبران خليل جبران أواصر وطيدة، فحينما أقام جبران معرضه الرسمي حض"فيزباء" ماري هاسكل علي مشاركة المعرض ، فنظرت جميع الرسوم وتأثرت بمواهب جبران الرسمية، فتعرفت عليه ونشأت بينهما علاقة لايزال تتوطد بمرور الأيام، حتي تعهدت علي إنماء رسمه وكتابته،فبمصاحبتها مع جبران اكتشفت فيه فنانا كبيرا وعرفت أن مستوي الفن في بوسطن ليس بقدر طموح جبران، فأرسلته إلي باريس ليلتحق بأكاديمي جوليان في باريس عاصمة الإبداع، وكفلت جيمع تكاليف الدراسة في باريس،كما لاحظت أن أكثر كتابة جبران التي كان يكتب في جريدة "مهاجر"في السلاسل كانت في اللغةالعربية، فحضته علي الكتابة باللغة الإنجليزية وشجعته حتي لم يخيب جبران أمل كريمته.فأتقن الإنجليزية وكتب فيها عدة كتب، حيث كان يجمع أفكاره في صفحات وماري هاسكل كانت تنقحها وتقوم بطباعته ، يقال "أن وراء رقي كل رجل يد المرأة" فهذاما حدث بجبران خليل جبران فعلا، وسافر جبران خلال حياته من بوسطن إلي باريس ثم نيويارك ولكنه ظل وطيدا بها لايزال يراسلها ويذكرها،حتي اختطفه الموت كما اختطفت أخته وأخاه ثم أمه من قبل.
السيدة الكريمة "ماري هاسكل" أدت دوار هاما في تكوين شخصية جبران،حيث كانت معلما آخر في طريق حياته كما كان الأول "هولنداي" الذي أخذبيده إلي فن الرسم وأرشده، ولكن السيدة "ماري هاسكل" صقلت مواهب جبران وبلغته إلي علياء قمة هذالفن حيث أنفقت في تربية ذاته، وإنماء كفاءاته، وتكوين شخصيته،من جميع ماكان عندها من الوقت التي هي أثمن من الذهب، والمال الذي يحرص الجميع علي حفظه، فتعهدت علي دراسته الرسمية، وعلمته الكتابة بالإنجليزية،وأخيرا أعانته في طباعة كتبه، فكانت صديقة تحن عليه كأم الحنون، وكانت كريمة تكرم عليه كما تكرم الأمهات علي وليدهن الوحيد.
وهو في باريس
فامتثالا بأمر السيدة "ماري هاسكل" غادر جبران إلي بوسطن سنة 1908م مستهدفا إلي دراسة الفنون وإتقانها،وانظم إلي أكاديمي جوليان وبدأ دراسته،وتتلمذ علي يد أشهر رسام معاصر هو" رودان" ولكن سرعان ما تبرم بمنهجه الدراسي،لأن جبران كان متأثرا بأسلوب "هولنداي" ومنهج أكاديمي كان يختلف به شيئا، فلم ينفق توجهاته إليه،ومكث هنا سنة وبضعة أشهر مع صديقه القديم "يوسف الحويك" الذي اجتمع به في باريس، ثم توجه إلي لندن برفقة صديقه الآخرالكاتب "أمين الريحاني" ومكث هناك غير كثيرثم عادإلي بوسطن سنة 1910م.
في بوسطن بين صداقة النساء
بعد عودته من باريس خطب جبران "ماري هاسكل" واقترح علي الزواج، ولكنها رفضت لأسباب، فهي تشكو في مذكراتها من كبر سنها بالنسبة إلي جبران عشرة سنوات، وبشاعتها" كما أن وضع جبران المادي لم يكن مؤاتيا، هنا لعله يناسب أن نتحدث عن النساء التي كان لجبران بهن أواصر وعلائق فمنها:
"ماري ايليز بيته هاسكل" التي علي رأس القائمة صداقة ووفاء وقد سبق ذكرها،
"سلطانة تابت"وهي أرملة تعيش في بيروت، تعرف عليها جبران إبان تعليمه في المدرسة الحكمة،تولد حب جارف في قلبه لسلطانه تابت،وبعد قليل من الزمن منذ نشأ العلاقة بينه وبينها توفيت وتركت جبران ليذوق طعم فراقه ويتضورفي هجرها ، فوفاة تلك الحبيبة الأولي أثرت في نفس جبران، حتي بدأ جبران يتبرم من حياته ، وعمقت في نفسه معني التجلد والصلب الداخلي .
"جوزيفين ببادي" وهي كاتبة وشاعرة، تعرف عليها جبران في معرض أستاذه"هولنداي" سنة 1902م في بوسطن، وبإشارة أستاذه رسم صورتها توا وأهداها إليها، فتاثرت ببراعةجبران الرسمية ونشأت في قلبها ماكان يشعربه كل امرأة في حين مثله، ثم نشأت بينها وبين جبران علاقة امتدت إلي 1907م وقف خلال هذه الفترة بجنب جبران وساعدته في عقد معرضه كما ساعد بتنقيح ماكان يكتب في اللغة الإنجليزية.
"مي زيادة" كانت شاعرة تعيش في القاهرة وتعرفت علي جبران خلال أعماله الأدبية، وبدأت تراسله إلي نيويارك منذ العام 1912م لغاية آذار 1931م إلي وفاته، تحمل هذه الرسائل بين طياتها دراسات حول مؤلفات جبران، والحركة الثقافية الأدبية في مصر ونيويارك،كما لاتخلو من تصريحات الحب الذي ظل في دفاتر الرسائل وعلي متون الهواء.
"ميخائيل نعيمة"
وهو في نيويارك
عاد جبران من باريس بطريقة لندن إلي بوسطن ومكث هناك سنة أو بعضها، فبعد أن تبرم بالحياة في بوسطن وطمع إلي ماكان يشرق في نيويارك من أدب،ففي ربيع سنة 1911م شد الرحال إلي نيويارك وألقي ترحاله في قرية "غرنيتش"التي كانت عبارة عن حئ قديم من أحياء المدينة، واستقر فيهاولم يغادرها حتي وفاته، وهنا شعر بفراغة حاله وانكب علي أعماله الأدبية وعكف علي كتابته في اللغتين العربية والإنجليزية وانضم إلي جريدة مرآة الغرب تاركا"الماهاجر"الذي سبب علي تاليف شتي كتبه.ثم بمساعدة رفيقه في نيويارك شارك في هيئة المجلات السبعة للآدابBoard of The Seven Art Magazineالتي كانت تمثل الآداب خاصة في الولاية المتحدة وعامة في الدول الخارجية، وكان جبران أول من حرز مقعدا في تلك الهيئة من المهاجرين،فكان يفتخر بها.حيث توسع نطاق مقالاته ونشطاته.وتكاثر طلب كتاباته، فضاع صيته،وكسب السمعة،حتي بذ أقرانه الآخرين الملتحقين بتلك الهيئة.
وهو في السياسة:
غادر جبران مكان الذي كان قد ولدفيه،والساحة التي قضي فيهاطفولته ، والأرض التي قد كانت له أحب أرض في جميع أنحاء الكون،ولكن لم يغادر حبها، قدانغمس جبران في قضايا الأدب والرسم، حتي دخل في عمقها ولكن لم ينصرف عن الاهتمام بقضايا وطنه السياسية، فقدا كانا وطنيا صادقا يغلي حبها في صدره، فلا يدع أية فرصة إلاانتهزها لمساعة وطنه،ولم يتهرب عن أفكاربني قومه، وحرية وطنه،فتخلف أبناء وطنه ، وضعفهم ومعاناتهم لاضطهاد وظلم القوات العثمانية كانت تمزق وجدانه وتجعله يصرخ بأعلي صوته وينادي الحرية، فوقف بجنب "أيوب تابت"و"شكري غانم" وأسسواحزبا لشغلهم السياسي خاصة بين 1912م و1920م، كما تأثر جبران بالحرب العالمية الأولي واشتعل جذوة حب وطنه بأشدها ، فكثّر خدماته تجاه الوطن،فنظراإلي أفكاره وأعماله عين أمين سر للجنة إغاثة المنكوبين في سوريا ولبنان" كما راسل إخوانه المهاجرين وحضهم علي السعي لتحقيق استقلال الوطن.
الرابطة القلمية
ظل جبران يتقدم في طريقه، يكتب في مجلات شتي ملتحقا ب"هيئة المجلات السبعة" حتي اجتمع ذات أمسية نخبة من رفقائه الكتاب الأدباء في مدينة نيويارك وفكروا لتوسيع رقعة اللغة العربية ولتوسيع نطاق نشاطاتهم الأدبية، فقرروا تأسيس هيئة أدبية مستقلة، حتي طلعت شمس يوم العشرين من نيسان سنة 1920م ورأت الهيئة نورها باسم "الرابطة القلمية" هنا يجب علينا أن نذكر أن بعض الرجال يختلفون في سنة تأسيس الرابطة ويقولون بأن الرابطة القملية أسست سنة 1916م واستأنفت عملها ثانيا سنة 1920م نفس التاريخ، علي كل، كانت الرابطة تستهدف إلي خدمة اللغة العربية وإقالتها من الجمود الذي تتعثر فيه. وتقصدإلي التجديد في الفكر والمعني والخيال والأسلوب والابتعداد عن الأفكار المبتذلة،فانضوت إليها في بداية الأمر عشرة أدباء منهم: علي رأس القائمة صاحبنا"جبران خليل جبران" الذي شغل منصب عمادة الرابطة، "وميخائيل نعمية" التي ساعد ت جبران في أدارتها،و"وليم كاتسلفليس"الذي عمل كخازن لها،وسبعة غيرهم يؤدون خدماتهم تحت إدارة الثلثة الأولي وتوجيهاتهم، وهم كانوا يحملون اسم "العمال" هم: إيليا أبو ماضي، نسيب عريضة، عبدالمسيح الحداد، رشيدأيوب، ندرة حداد، وديع باحوط، وإلياس عطاء الله. وكان من الضروري أن يكون لها مجلة أو صحيفة بمثابة أرض خصباء ليزرعوا فيها بذور أفكارهم، ولتفتح فيها أزهار أراءهم ، فأدت تلك الخدمة صحيفة حداد"السائحة"فهي تنشر جميع ما كانوا يكتبون من أراء جديدة وأخيلة نادرة، فما مضت إلا أشهر حتي سادت الرابطة القلمية جيمع أوساط مستوطنات العرب في الولايات المتحدة وبلاد العرب كلها ونالت مكانا مرموقا، هكذاظلت الرابطة القلمية تقدم خدمات جبارة لحصول أهدافهاالقيمة،منذ قيامها سنة 1920م إلي وفاة مؤسسها سنة1931م،حيث تناثرأعضاءها، وعادت ميخائيل نعيمة إلي قريتها "بسكنتا" في لبنان، وبقيت الرابطة باسمها الخارجي دون وجودها الداخلي،ولكنها استطاعت علي مدي سنوات حياتها أن تعلب دوار بارزا في تعزيز الأدب العربي في المهجر وفي تجديده، كما أحدثت تغيرا في الكتابة الأدبية علي صعيدالشكل والمضمون، وتبدلت اللغة العربية لفظا ومعنا، أبدع أعضاؤها في أفكارهم وانفردوا بأسلوبهم حتي حاز أعضاؤها شهرة عالمية وأصبحوا قدوة لمن خلفهم من الأدباء وأسوة لمن شغلوا بتجديد اللغة،وتحريرها من تقليد.
جبران الكاتب
تاريخ بداية كتابة جبران يعود إلي حين ما كان طالبا بالمدرسة الحكمة في بيروت، يناهزعمره إلي____ فما إن تعلم اللغة العربية وحصل علي كفاءة الكتابة بدأ يكتب في إشراف أستاذه "الخوري يوسف الحداد" ثم أصدر مجلة بمساهمة صديقه "يوسف الحويك"كان يرسم صورا تحتاج إليه المجلة ويكتب مع صديقه، حتي نشرت له عدة مقالات، ثم حينما عاد إلي بوسطن إثر خبر مرض أخته،لم يزل يكتب باللغة العربية مع أنها دهمت عليه الخطب وبدأت تتفحل بمرور كل ثانية من أوقاته ، فتورط في أحزان فكتب مقالة بعنوان visionنشرت في الجريدة العربية "المهاجر" ثم تقدم شيئا وبرع في فن الكتابة وأخذ القلم كما يرام من أخذه، فبدأكتابة مقالين في أسبوع في الجريدة المذكورة بعنوان" دمعة وابتسامة"ومعا كان يكتب شيئا عن الموسيقي متأثرا بجميع مناسبات أوبيرا ومسرحيات حضرها مع كريمه "هولنداي" فصنف كتابا باسم "نبذة في فن الموسيقي" طبع سنة 1905م وهوأول كتاب صنفه جبران وطبع باللغة العربية،ثم كتب ثلاثة قصص رمزية وجمعها في كتاب سماه "عرائس المروج" وهي قصص سمعها في قريته "بشري"أيام طفولته قبل مغادرة لبنان. ولأنه كان يتلذذ باللغة العربية، بل يعلل نفسه بها، بعدأن تضورت في نكبة وكأبة بعد كأبة، فتخطي سريعا وجمع مقالات التي كانت تنشر في الجريدة "المهاجر" وألفها بعنوان"الأرواح المتمردة"لم يكتب جبران هذه كلها حتي توسعت مطالعته و تزايد علمه ونضجت أفكاره فبدأذهنه يبصق ماكان يكمن في صدره وأخذ يثب جواد قلمه فظل كاتبا في المهاجر حتي وصوله إلي لبنان، هاجر جبران إلي لبنان متأملا هناك مجالا أوسع وأرحب لأعماله، فهنا ترك المهاجر واختار جريدة أخري" مرأة الغرب"، وكتب كتابا أخر سماه "الأجنحة المتكسرة" وهي أطول من جميع كتبه في اللغة العربية ورواية وحيدة كتبها في حياته.ثم جمع سنة 1914م المقالات التي كانت قدنشرت في "المهاجر" باسم "دمعة وابتسامة".
أسلوب جبران:
إن جبران تفتح عيونها في أسرة كانت تواجه بشدة الإملاق، وبشتي أقسام المعاناة، وأول شئي راي في حياته كان الفقر والبؤس مصطحبة بإضطهاد القوات العثمانية وعصبية المسيحين فيما بينهم،الذي اضطره وأرغم أسرته علي مغادرة لبنان،وحينماوصل بوسطن ماراي إلاشظف العيش، ولم يذق إلا مرارة الحياة، ولكنه لم يترك الأمل وظل متفائلا في تطور حياته، ولكن الأمر لم يسهل عليه بل اشتدت صعوبته بكل لمحة ماضية، ودهمت عليه الخطب ونزلت وابل من المكاره،بأن الموت اختطف أخته ثم أخاه ثم أمه وبقي جبران ليعاني الخلوة ، فهذا كلها أثرت علي حياته منذ نعمومة أظفاره، فشبّ بين الأحزان وترعرع بين الهموم، فلم تزر الفرحة وجهه والبسمة شفتاه بأي حين من حياته، حتي حل الحزن في دمه وظهرمن فرشته وقلمه ولسانه بأشكال شتي بطراز عديد، فحينما بدأالرسم، ساغ الحزن علي جميع لوحاته فكانت عبارة عن الكأبات والنكبات التي تعرضت لها جبران خلال حياته، فرسم لوحة وسماها ب"فوارة الألم" كان الحزن يترشح بجميع زواياها، وكذلك أخري سماها "رقصة الأفكار" وهي عبارة عن الأخيلة التي كانت تزدحم في رأس الشاعر،ويفور بألم وحزن شديدين علي مصيرجبران.كما قال بنفسه:" لأن الموت كان نصيبي الأكبر من الحياة حتي اليوم، فبين الرابع من نيسان سنة 1902م والثامن والعشرين من حزيزان سنة 1903م فقدت أختي الصغري، ثم أخي الأكبر ثم أمي".
ولم يكن جبران فقط صب ألامه علي صفحات كتبه، بل هو أظهر أفكاره عن جميع قضايا المعاصرة السياسية والاجتماعية، فكان يحاول لتسوية النساء مع الرجال في جميع مجالات الحياة كما يظهر من كتابه "الأجنحة المتكسرة"وهذاالمناداة بالمساواة كانت باعثة حقيقية لنشاء العلاقات بينه وبين"مي زيادة" لأنهاأيضا كانت تدعو وتحاول لتلك الفكرة.وكما أعرب عن أفكاره السياسية في كتاب "الأرواح المتمردة"وأعرب ماكان يختلج في نفسه حول وطنه وسلطاته، و اختلف عن أفكار سلطاة لبنان، حتي فرض الحظر علي الكتاب في "لبنان"، كما ثار في كتاباته الأخري علي العقائد والدين، وتتبع الميول ورغب في الاستمتاع بالحياة.
ولأن الرسام والكاتب أوالشاعر لا يقوم إلا بخدمة واحدة ، فلا يوجد الفرق والبون بينهم قط، فالرسام يظهرما يدور في ذهنه وما يختلج في نفسه بفرشته علي لوحة، والكاتب يظهر تلك الأخيلة والأفكار بقلمه بعبارة جذابة، والشاعر يؤدي تلك كلها في ألفاظ غنائية موزونة التي ترن في مسامع السامع وتخلب عقله.
فلم يسلك جبران في مجال كتابته غير ما سلكه في رسمه من المناهج والأساليب، فصور ما كان يغلي في صدره من الحزن والهم بصريرة قلمه،وأظهر براعته في تصويره، وانتخب له ألفاظا لا يمكن أن ينتخب لأداء معانيه أحسن منها، واختار أسلوبا بديعا حتي تفوق أقرانه،وامتازفي طرازه عن جيمع من عاصره من الكتاب والشعراء، فهذه " مي زياده" في القاهرة بعيدة عنه بعد المشرقين تتأثر بأفكاره وأسلوبه، حتي شغفت به، فجبران يقول في صديقه ميخائيل :" لك عين تنفذ إلي أعماق نفسي، وقلم شاء لمزق الستائر التي اتستر بها عن أعين الجهلاء والعميان" فهذا يظهر ما كان عليه من البلاغة والأسلوب، فكان يكتب بأسلوب يجذب القاري جذبا،ولا يخفي أن الفكر يخرج من أعماق قلب الكاتب ويأخذ طريقه إلي أعماق قلب القاري.
أخيرا
حقا أن جبران كان جوهرا ذا جوانب عدة ، وألماسا تحتوي علي نواحي شتي، وكل من نواحيه وزواياه كان يتلألأ تلألأ البدر في كبدالسماء ،فكان رجلا يكمن فيه رجال، هذا جبران العبقري في اللغة العربية، وذاك جبران الأديب الإنجليزي، وهوالفنان والرسام أعجب بمنتجاته جيمع الكون، وهذا جبران الشاعر الذي سحر قلوب الناس بروعته وبهائه، ولكن عنوان مقالتنا هنا هو مساهمة خليل جبران في اللغة العربية، لذا لم نحاول إبراز شخصيته في آداب أخري كالإنجليزية، والرسم والفنون،واكتفنابإظهارما كان نعلم عن شخصيته، وبتعبيرعما كان يكمن له في قلبنا من مشاعر.
حتى انتقل إلى من خلقه
في سنة 1922م قد أصيب جبران بصداع القلب والكبد، ولايزال يشكو به حتي 1928م، ثم اشتد المرض وتشكل بسرطان، فانهارت صحته،وأخذت تنهار يوما فيوما،وأصبح جبران مريضا نفسيا، فلاذإلي الخمر تهربا من الأوجاع والآلام،وفي عام 1931م أدخل في مستشفي بمدينة نيويارك حيث كان يسكن، وظل هناك عدة أيام حتي أسلم روحه إلي بارئه في 10 من نيسان في نفس السنة، وكان عمره يناهز الثامنة والأربعين،فجف قلمه وغيض بحر أفكاره، وترك الناس باكين. ثم امتثالا بوصيته أخته "مريانة"وماري"نقلت جثمانه إلي وطنه ومدينته التي ولدفيها في شهر تموز من العام نفسه حيث استقبله الأهالي، فدفن هناك،ثم بعد سنة اشترت أخته ديرماركس ونقلت إليه جثمان جبران، تحقيقا لأمنية جبران أسست بجنبه مكتبة تحتوي علي جيمع كتبه ولوحاته وكتب أخري قيمة، كان جبران يود أن يؤسس مكتبة في وطنه يختلف إليها المحاضرون وطلاب العلم.
منتجاته في اللغة العربية:
نبذة في فن الموسيقي(1906م)وهي ثمرة تأثيره بموسيقي الذي عشّقه إياه أستاذه "هولنداي"
عرائس المروج (1906م)
الأرواح المتمردة (1908م) كتاب يدور حول حياةلبنان الدينية والاجتماعية
الأجنحة المتكسرة(1912م) وهي قصة إمرأة أرملة في لبنان باسم المستعار سلمي كرامة ، وأعرب فيه أفكاره حول تسوية المرأة بالرجال،
دمعة وابتسامة(1914م)وهي مجموعة مقالات نشرت في جريدةالمهاجرسابقا.
المواكب(1918م) كتاب يحتوي علي الأشعار باللغة العربية القديمة،
العواصف(1020م)وهومجموعة الأشعار والمقالات والقصص القصيرة التي نشرت في مجلات.
البدائع والطرائف(1923م)
No comments:
Post a Comment